جمع الشاعر الجاهلي بين صفات الشدة و العنف و القدرة على الفتك بالأعداء و بين خصال الجود و الوفاء و رقة المشاعر مع الأحباء. و اعتبرها مفاخر منسجمة فيما بينها. ادع
Question
ادعم هذه الأطروحة في فقرة حجاجية لا تتجاوز 15 سطرا
1 Réponse
-
1. Réponse anoireanoire
Réponse :
1- الأطروحةُ المدعومةُ:
لقدْ جمَّعَ الشَّاعِرُ الـجَاهِلِيُّ صِفَات الشِّدَّةِ وَالعُنْفِ والقُدْرَةِ عَلى الفَتْكِ بِالأعْدَاءِ وَخِصَالَ الـجُودِ وَالوَفَاءِ ورِقَّةِ الـمَشَاعِرِ مَعَ الأَحِبَّاءِ. واعْتَبَرَهَا مَفاخِرَ مُنْسَجِمَةً فِيمَا بَيْنَهَا. فكيف تجلّى ذلك عندَ طرفة بن العبد وحاتم الطّائيّ؟
2- سيرورةُ الحجاجِ:
اِحتفَى الجاهليّون بخصالِ الشِّدَّةِ وَالعُنْفِ والقُدْرَةِ عَلى تقتيل الأعْدَاءِ. هذا لأنّ بيئتَهم الصّحراويّة القاسيةَ ونمطَ حياتِـهم القائمَ على الغَزْوِ يُحتّمان حيازةَ الصّلابةِ البدنيّة والشِّدّةِ المعنويّةِ والتّمكُّنَ من الفنون القتاليّة. فالأخطارُ تُـحْدِقُ بالنّاسِ في حِلِّهِمْ وتِرْحَالِـهِمْ. لذا كانت القدرةُ على ترويضِ المطايا العنيفةِ واجتيازِ الفَيافِـي الموحِشة مَفْخَرَةً يتباهَى بها الشّعراءُ. في هذا يقولُ طرفةُ واصِفا خشيةَ الصّديقِ عليه من محنةِ التّرحال وحيدا في وَحْشَةِ الفَلَواتِ على ظهر ناقةٍ بمثلِ صبرِه وصلابتِه:
«عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِي: ! "أَلاَ لَيْتَنِـي أَفْدِيكَ مِنْهَا وَأَفْتَدِي"».
ولأنّ الموتَ يُهدّدُ الجاهليَّ، كانتْ مصارعةُ الأعداءِ شرطا لازِما من شروطِ الفُتُوَّةِ. فالفتَى الحقُّ هو مَنْ يَسْفِكُ دَمَ العدوِّ بلا تردّدٍ، وهو مَنْ لا يَفْزَعُ مِنَ الـمَنِيَّةِ ولا يَهَابُ الفَواجِعَ. مثالُنا عل ما ندّعِي قولُ الطّائيّ مُفاخِرا بذلك: «يَسْعَى الْفَتَـى وَحِـمَامُ الْمَوْتِ يُدْرِكُهُ». أمّا خِصَالُ الـجُودِ وَالوَفَاءِ ورِقَّةِ الـمَشَاعِرِ مَعَ الأَحِبَّاءِ فكانتْ الوجهَ الآخر من المفاخر الجاهليّة. إنّ قسوةَ الحياة قدْ رقّقتِ المشاعرَ وجعلتِ التّضامُنَ الإنسانيَّ بين الأحبّاء وحتّى الغُرباء قِيَما فخريّةً يُعيَّرُ تاركُها. وكان سخاءُ الجاهليّ زمنَ الخصب والجدْبِ مع القريبِ والجارِ وعابرِ السّبيل معنًى سائدا في المدوّنة الشّعريّة. حتّى إنّ الطّائيّ امتدَحَ سُكونَ كلابِه الّتي ألِفتْ كثرةَ الزّائرين:
«فَإنِّي جَبَانُ الكَلْبِ بَيْتِـي مُوَطَّأٌ ! أَجُودُ إِذَا مَا النَّفْسُ شَحَّ ضَمِيرُهَا».
3- الاستنتاجُ:
ليس بين خصالِ اللِّينِ وبين صفاتِ الشّدّة أيُّ تناقضٍ في حياةِ الجاهليّ وفي شعرِه. إنّما المهمُّ أنْ تُستعمَلَ كلُّ خصلةٍ في محلّها حتّى لا تنقلبَ إلى ضِدِّها. Ð
Explications :